السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد/
تسعى كل من الجزائر والعربية السعودية، إلى إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي وفتح آفاق للمستثمرين من أجل رفع حجم التبادل التجاري، وذلك بتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارات المكثفة لكبار المسؤولين في البلدين خلال السنوات الماضية.
وتندرج الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع إلى الجزائر يومي 2و3 ديسمبر على رأس وفد عالي المستوى يضم أعضاء في الحكومة ورجال أعمال وشخصيات سعودية بارزة، في إطار هذا المسعى الذي ينطلق من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والإرادة المشتركة لقيادتيهما في وتوسيع الشراكة الاقتصادية بينهما.
وينتظر أن تعطي هذه الزيارة زخما متجددا لمختلف الورشات الثنائية المنبثقة عن اجتماع الدورة ال13 للجنة المشتركة الجزائرية-السعودية، المنعقدة بالرياض في أبريل الفارط، والتي توجت بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون في مجالات الاستثمار والمطابقة والتقييس وكذا في مجال العلاقات الدولية.
وترغب العربية السعودية في إقامة شراكات استثمارية إستراتيجية مع الجزائر بهدف دفع العلاقات الاقتصادية وترقيتها إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، فيما تبدي الجزائر استعدادها للتعاون مع الرياض في جميع المجالات الاقتصادية، لاسيما الصناعية منها والتي سجلت خلال السنوات تقدما معتبرا.
كما يسعى البلدان إلى إقامة شراكات في مجالات المحروقات والبتروكيمياء والفلاحة والصناعة واقتصاد المعرفة والسياحة، وهي كلها قطاعات تدعم الحكومة الجزائرية الاستثمار فيها بتسهيلات متعددة.
وتعتبر السعودية من بين أهم الدول الممونة للجزائر، حيث بلغت قيمة الواردات منها خلال الأشهر ال10 الأولى من السنة الجارية, 571 مليون دولار بارتفاع قدر ب+77ر29 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2017.
كما ستكون زيارة ولي العهد السعودي فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والاقتصادية العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في بعض الدول الشقيقة, إضافة إلى تطورات سوق النفط.
وقد شهدت أسعار النفط خلال الأيام الماضية انخفاضات ملحوظا في سوق غير واضحة التوجهات وتنتظر قرارات اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها المقرر نهاية هذا الأسبوع بفيينا، لتقرير مستويات الإنتاج المستقبلية والتي يتوقع الخبراء التوصل إلى خفضها لدعم الأسعار.
وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة مصطفى قيطوني في تصريح له يوم الثلاثاء الماضي أن"السعودية لم تغادر الاتفاق المبرم بين دول أوبك والمنتجين خارج المنظمة لخفض الإنتاج"، موضحا أن الرياض"زادت في إنتاجها بكميات قليلة لمواجهة نقص العرض المنجر عن تراجع إنتاج كل من فنزويلا وليبيا فقط، وذلك لضمان توازن السوق"، حيث تعمل الجزائر حاليا على تقريب وجهات النظر ما بين الدول المنتجة للبترول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء.
ونفى قيطوني بذات المناسبة، أن تكون لزيارة ولي العهد السعودي إلى الجزائر، أي خلفيات أو ضغوطات حول السوق النفطي العالمي، مؤكدا أنها زيارة "تدخل في إطار النشاط الديبلوماسي".
يذكر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تعد الثانية من نوعها لمسؤول سامي سعودي، حيث قام وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، بزيارة رسمية إلى الجزائر شهر مارس الماضي دامت أربعة أيام،أكد خلالها على"أهمية تقوية العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية والارتقاء بها إلى المستوى المأمول الذي تسعى للوصول إليه قيادتي البلدين"، مذكرا بأهمية الدور الذي تلعبه الجزائر على الصعيدين الجهوي والإقليمي.
للإشارة، فإن الجزائر تعتبر المحطة الخامسة في الجولة العربية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي شملت حتى الآن الإمارات العربية المتحدة، البحرين، مصر وتونس.
تعليقات
إرسال تعليق